كشفت دراسة جديدة أن الكويكب المسؤول عن آخر انقراض جماعي لنا منذ 66 مليون سنة، والذي قضى على الديناصورات، نشأ من أقصى نظامنا الشمسي، على عكس معظم الكويكبات التي ضربت الأرض.
اكتشف باحثون في أوروبا والولايات المتحدة أن الكويكب القاتل للديناصورات تشكل في منطقة شديدة البرودة خارج مدار المشتري، غنية بالمياه والكربون. النتائج نشرت يوم الخميس في مجلة العلوم.
وقال الباحثون إنه من بين جميع الأجسام الكونية التي ضربت الأرض خلال الـ 500 مليون سنة الماضية، لم يقتل الديناصورات سوى كويكب مائي. وقال فرانسوا ديسو، الأستاذ في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا الذي كتب الورقة البحثية، إن الأجسام التي تتشكل بالقرب من الشمس تكون أكثر جفافا.
وقال ديسوت: “كل الاصطدامات الأخرى قوبلت هنا بجسم أقرب إلى الشمس”. “لذا فإن ما قتل الديناصورات كان مميزًا حقًا من ناحيتين – ما فعله ومن أين جاء”.
وكانت هذه المادة المروعة هي التي خلقت فوهة تشيككسولوب في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. وأوضحت تيسو أنه على الرغم من عدم تمكن الباحثين من فحص عينة حية من الكويكب بسبب تدميره، إلا أن الغبار الناتج عن اصطدامه عاد إلى الأرض، مما سمح لهم بدراسة الجزيئات الدقيقة المترسبة في طبقات الأرض.
وعلى وجه الخصوص، درسوا عنصر الروثينيوم، وهو عنصر نادر للغاية على الأرض وتم اكتشافه بالتأكيد بواسطة الكويكب.
وأكدت الدراسة النتائج السابقة التي حددت الكويكب على أنه كويكب من النوع الكربوني أو النوع C، لكنها دحضت عام 2021. فرضية من الممكن أن يكون قاتل الديناصورات مذنبًا.
وقال ديسوت: “تأتي المذنبات من أماكن بعيدة عن الشمس، لكنها تتكون في الغالب من الجليد والغبار”. “لم يتم قياس أي مذنب بالنسبة للروثنيوم، لذلك ليس لدينا نقطة للمقارنة، ولكن استنادا إلى مؤشرات أخرى لعناصر أخرى تمكن المجتمع من قياسها مع مرور الوقت، فمن غير المرجح أن يكون مذنبًا.”
وأشار ديسوت إلى أن الدراسة تعد خطوة إلى الأمام في الجهود المبذولة لفهم تطور كوكبنا.
وقال: “إذا تم إجراء دراسات كافية عبر تاريخ الأرض، فسنحصل فجأة على سجل لتطور الأرض بأكمله، ويمكننا البدء في طرح أسئلة أخرى”.