تحيا التجارة إلى الأبد

نحن نقف على أعتاب فجر جديد من التطوّر تلعب فيه ألعاب الكازينو والروليت دورًا كبيرًا في الحياة الاقتصادية للدول، ولكن تبقى التجارة هي العمود الفقري لاقتصاد البلاد واستثمارها. فالتجارة هي تبادل السلع أو الخدمات أو الأموال بين بلدين. ففي معظم أنحاء البلاد، يمثل النشاط التجاري حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد. ومن الافتراضات الرئيسية لنظرية التجارة أنها تسمح للبلد بتحقيق مستوى دخل أعلى مما كان ممكنًا بدونها، وبصفة خاصة التجارة الدولية. فالتجارة أداة حيوية، سواء لتعزيز العرض العالمي من السلع والخدمات، أو لخفض التكلفة لتحقيق التوازن الاقتصادي المحلي بين دخل السكان ومصاريفهم.  

المشكلة التي يجب حلها 

تواجه التجارة عاملاً رئيسيًا في ظل المخاطر السياسية، ووفقًا لأحدث التوقعات الصادرة عن هيئة التجارة العالمية (WTO)، حيث أنه من المُحتَمَل أن يفقد النشاط التجاري ازدهاره في الجزء الثاني من عام 2022 وأن يظل ضئيلاً كذلك في عام 2023، حيث يعاني الاقتصاد العالمي من صدمات متعددة، مثل غزو روسيا لأوكرانيا واستمرار جهود البنوك المركزية العالمية لمكافحة آثار التضخم. 

توقعت هيئة التجارة العالمية أنه بعد التوسع في عام 2022 وبنسبة 3.5٪، سينخفض النمو في تجارة السلع في عام 2023 إلى 1٪ فقط. وهذا أقل بكثير من أحدث تقديرات منظمة التجارة العالمية، والتي شهدت توسعًا تجاريًا يصل إلى 3.4٪ في العام المقبل.

“ليس شيئًا غريبًا” 

أشار محللو منظمة التجارة العالمية إلى أسباب مختلفة للتباطؤ المتوقع. ومن بين أمور أخرى، ستستمر الزيادة في أسعار الطاقة والأغذية الأساسية والأسمدة وغيرها من السلع التي جلبتها الحرب في أوكرانيا في خفض الإنفاق الاستهلاكي على سلع أخرى. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يؤدي رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة إلى تقييد المستهلكين بشكل أكبر وتعقيد القضايا التجارية، في حين أن كفاح الصين المستمر لإدارة أزمة COVID-19 قد خلق مشاكل إنتاج مستمرة.   

العواقب المتعلقة بالدول النامية 

وفي نفس الوقت، يهدد عدم استقرار الأمن الغذائي الدول النامية بالإضافة إلى مشكلة زيادة الديون المالية وارتفاع أسعار الوقود الذي يتم استيراده والأسمدة، وهي عواقب أخرى للحرب الأوكرانية.  

فبشكل عام، شهدت أسعار الطاقة زيادة بنسبة 78%. وارتفعت أسعار المنتجات الغذائية بنسبة 11%، وكذلك أسعار الحبوب مثل الأرز والبقوليات حتى 15%، وأيضًا ارتفعت أسعار الأسمدة إلى 60%. كما انخفضت قيمة العديد من عملات الدول مقابل الدولار الأمريكي على مدار الشهور الأخيرة، وهو عامل آخر يساهم في زيادة تكلفة الوقود والمنتجات الغذائية.   

ومن الواضح أن الدولار الأمريكي القوي أمر مفيد للمستهلكين الأمريكيين. حيث يجعل الواردات أقل تكلفةً. لكنه يجعل الصادرات الأمريكية أكثر تكلفةً. لذا، يتصارع العالم مع قوة الدولار الأمريكي، حيث أنه يمثل تحديًا للبلدان في جميع أنحاء العالم التي يتعين عليها شراء الأشياء بالدولار، بما في ذلك الطاقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *